سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

Thursday, 9 January 2014

أنواع وأشكال النقود

أنواع وأشكال النقود
في الحقيقة يحار الإنسان في الكتابة عن النقود  بصفة عامة وعن أنواعها أو أشكالها على وجه الخصوص ، فلو أنها كتابة بحثية علمية فلا مشكلة لأن المتخصصين يمكنهم متابعة الموضوع لأنهم يهمهم من الناحية العلمية ، ولكن حين تكتب للعامة من غير المتخصصين تحار حقاً لأنك تريد تكثيف الموضوع وصياغته بأسلوب بسيط بعيداً عن التفصيلات المتخصصة ولكن هذا الإختصار كثيراً ما يخل بالمعنى المقصود ، عموماً سنبذل جهنا كي يكون الموضوع مفهوماً ومختصراً كذلك . يجب في البداية أن نفرق بين نوعين أساسيين من النقود  ، أولهما النقود  الحقيقية "Real Money" وهي تلك النقود  التي لها وجود مادي وقيمة فعلية مثل الجنيه الذهب ، الليرة العثمانية (المجيدية) والتي كانت متداولة في بلاد الشام أيام الحكم العثماني قبل الحرب العالمية الأولى وقبل تآمر زعماء العصابات وقطاع الطرق في الصحارى العربية (من أشكال آل سلول ونهيان ومساء) على دولة الخلاقة وخيانتهم لها لصالح المستعمر الأوروبي نظير تنصيبه لهم حكاماً لولايات أنشئت في شبه الجزيرة العربية على أنقاض بلاد الحجاز ونجد وغيرها ومازالوا حتى يومنا هذا يلعقون أحذية وريث الإستعماريين القدامى السيد الجديد وأقصد هنا السيد الأمريكي ويتبجحون ويدعون حرصهم وحمايتهم للإسلام وهم منه وهو منهم براء ، وكذلك الجنيه الإنجليزي الذهبي والروبية الهندية الفضية وغيرها ، وكلها عملات أو نقود حقيقية تساوي أو تعادل نفس قيمتها. أما النقود  التقديرية أو التعدادية "Account Money" هي تلك النقود  التي ليس لها وجود مادي ملموس وإنما تستعمل كوحدة محاسبية للتحاسب داخل الدولة كالجنيه ، الدينار ، الدرهم أو الريال في الدول العربية ، والدولار الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية والدولار الكندي في كندا أو الأسترالي في أستراليا أوالجنيه الاسترليني في إنجلترا أو بريطانيا (السيدة العجوز أوالسيد القديم للحكام العرب الخائنين لله ورسوله وأهلهم وأوطانهم).



النقود  المعدنية:
هي أول أنواع النقود  التي ظهرت على وجه الأرض لو استثنينا السلع والأصول الأخرى التي كانت تستخدم كنقود لآلاف السنين ، عموماً نقول أن النقود  المعدنية ظهرت بعد عجز السلع القديمة (قمح ، شعير ، تمر ، تبغ ، غنم ، مواشي ، دجاج ، إلخ) عن تلبية متطلبات الناس في التبادل والتجارة . لك أن تتخيل رجلاً يملك ألف قنظار من التمر ويريد السفر فهل يحمل كل هذا المال معه ليستخدمه كنقود لشراء متطلبات رحلته ؟ هذا مثال بسيط لتوضيح سبب وحاجة الناس آنذاك إلى بديل لتلك النقود  السلعية وسنأتي على ذكر ذلك بالتفصيل في حديثنا عن نشأة النقود  وتاريخها على هذه الأرض. يمكننا القول أن النقود  المعدنية هي تلك النقود  المسكوكة من المعادن كالذهب والفضة أو البرونز وللنقود المعدنية شكلان هما تلك النقود  المعدنية الكاملة والتي تتعادل فيها قيمتها القانونية مع قيمتها كالمعدن وهي الأقدم بالطبع ، والشكل الآخر هو نقود معدنية مساعدة ظهرت حديثاً وفيها تتفوق قيمتها القانونية على قيمة المعدن الذي تحتويه مثل قطعة معدنية بقيمة جنيه مثلاً ولو ذهبت لبيعها لورش الحدادة لاستخدامها كمعدن لا يعطيك صاحب الورشة جنيهاً ثمناً لها ولكن أقل كثيراً وربما العكس كما كان في مصر قبل حكم العسكر حيث كان جنيه الذهب تقل قيمته المعدنية عن قيمته القانونية بحيث أن الجنيه الذهب كان يعادل 95 قرش تقريباً وليس مائة قرش وبعد الإنقلاب العسكري في 1952 والذي هلل له المصريون أيضاً كعادتهم مع الإنقلابات تراجعت قيمة الجنيه المصري حتى وصلت لما نحن عليه اليوم من تردي فالجنيه المصري فقد خلال ستين عاماً أسوداً كل قيمته تقريباً ، فقد 95% من قيمته ، لم يبق منه شئ ، وصار الجنيه الذهب يعادل 1890 جنيه مصري مسكين ، سنأتي لاحقاً على ذكر مواضيع كثيرة مماثلة في تطور العملات وقوتها وعلاقة ذلك بالإقتصاديات التي تقف ورائها.
النقود  الورقية:
هي نقود قانونية يصدرها البنك المركزي للدولة وتلزم الدولة الأشخاص والجهات بقبولها للتداول بقيمتها هذه التي صدرت حينها دون أن يكون لهم الحق في تحويلها إلى ذهب أو فضة فهي مجرد صك من الدولة بقيمتها الحالية عند صدورها. سنتناول بالتفصيل نشأة هذا النوع من النقود  وهو حديث نسبياً ومنه ما نراه يومياً ونستخدمه في تعاملاتنا كالجنيه ، الدولار ، الدينار وغيرها من العملات.
البطاقات البلاستيكية:
تصدر المصارف وكثير من الشركات هذا النوع من النقود  سواء كانت مدفوعة مسبقاً بمعنى ذهاب العميل إلى المصرف أو الشركة واستبدال نقوده الورقية بأخرى بلاستيكية أو بطاقة للسحب من الرصيد أو تلك الإئتمانية التي توفر التمويل للعميل ضمن حد معين كعشرة آلاف مثلاً أو أقل أو أكثر كل حسب ظروفه. وفائدة هذا النوع من النقود  هو سهولة الحمل فبإمكان حاملي بعض هذه البطاقات أن يشتري عن طريقها ويستخرج بها أنواعاً أخرى من النقود  الورقية من ماكينات الصرف الآلي أينما حل أو رحل ، وهنا تحضرني قصة عجيبة رواها لي صديق مصرفي كان مديراً لعمليات البطاقات في أحد المصارف وجاء إليه طلب دفع من بطاقة بلاستيكية بعدة ملايين من الدولارات في دولة أجنبية وعلى الفور اتصل بحامل البطاقة واستوضح منه الأمر فأخبره بأنه هو بالفعل من يستخدم البطاقة وأنه بصدد شراء فيلا في تلك العاصمة الأوروبية وعليه أن يمرر العملية فمررها له ، أنظر كيف سهلت النقود  البلاستيكية على هذا الرجل وجنبته حمل عدة ملايين من العملات الورقية معه ناهيك عن الأمان بالطبع فهو عنصر هام جداً كذلك ، عموماً سنتحدث بإسهاب لاحقاً عن هذا النوع من النقود  البلاستيكية ونشأته وتطوره حتى وقتنا هذا.
أما الفريق الآخر الذي لا يرى ضم بطاقات شحن الهواتف إلى النقود الإلكترونية ، فيرون أن ما تحمله بطاقات شحن الهاتف ليس وحدات نقدية وإنما هي وحدات اتصال هاتفي لا يمكن استبدالها بشئ آخر مثل النقود ، كما نرى لهذا الرأي وجاهته وللرأي السابق فلسفته أيضاً ، ولك عزيز القارئ أن تختار ما يناسبك منهما. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الرأي الأخير يتفق إلى حد كبير مع تعريف البنك المركزي الأوروبي للنقود الإلكترونية وفيه (مخزون إلكتروني لقيمة نقدية على وسيلة تقنية ، يستخدم بصورة شائعة للقيام بمدفوعات لمتعهدين غير من أصدرها ، دون الحاجة إلى وجود حساب بنكي عند إجراء الصفقة وتستخدم كأداة محمولة مدفوعة مقدماً) .
*******
مصدر الصور: فليكر 

 
 
 
 
 
 

No comments:

Post a Comment