استكمالاً لحديثنا عن النظام
النقدي ، نقول أن النظام النقدي هو نظام تاريخي يتطور ويتغير مع الزمن حسب تطور
وتغير النظام الإقتصادي والإجتماعي لكل مجتمع أو دولة ، سنرى فيما يلي لمحة موجزة
عن بعض القواعد الهامة في النظام النقدي ، منها أولاً قاعدة النقد السلعية (النظام
المعدني) ، إن قاعدة النقد السلعية هي ذلك النظام الذي يحدد في ظله القانون النقدي
سعراً معيارياً ثابتاً مقاساً بوحدة التحاسب النقدية للوحدة من هذه السلعة أو من
كل تلك السلع التي يقع الإختيار عليها قاعدة النقد .
لقد تمثلت قاعدة النقد السلعية ذات
المعدن الواحد في عدة أشكال حسب تطورها التاريخي وهي كما يلي:
يعتبر
نظام المسكوكات الذهبية هو الشكل الأول لقاعدة الذهب حيث تداولت في ظله المسكوكات
الذهبية إما بمفردها أو بجانب النقود النائبة أو أوراق النقد النائبة عن الذهب ، أو
تداولت إلى جانبها نقوداً اختيارية أو قانونية أخرى ، ولكن في جميع الحالات كانت
المسكوكات الذهبية هي النقد الأساسي والنهائي ، ولكي يتحقق تشغيل هذا النظام يقتضي
الأمر توافر شروط معينة ، فلابد من تعيين نسبة ثابتة من وحدة النقد المستخدمة
وكمية معينة من الذهب ذات وزن معين وعيار معين ، لابد من توافر حرية كاملة لسك
الذهب بدون مقابل أو بتكلفة طفيفة لكل من يطلب تحويل السبائك الذهبية إلى مسكوكات
(حرية السك) ، يجب أن تتوافر حرية كاملة لصهر المسكوكات الذهبية ( حرية الصهر) ،
أيضاً لابد من توافر حرية كاملة لتحويل العملات الأخرى المتداولة إلى النقود
الذهبية بالسعر القانوني الثابت للذهب ، وأخيراً يجب أن تتوافر حرية كاملة لإستيراد
وتصدير الذهب بلا أية قيود من أي نوع إلا ما يتعلق بالنواحي القانوينة التي تحمي
أفراد المجتمع من الغش والتضليل.
مزايا نظام المسكوكات الذهبية
يسمح
نظام المسكوكات الذهبية للناس بتداول النقود الأخرى إلى جانب المسكوكات الذهبية
مما يؤدي إلى توسع حجم الكتلة النقدية المتداولة وتنوعها ، أيضاً هو نظام عالمي
نظراً لأنه شمل كل دول العالم ولفترة طويلة ، فما من دولة في العالم إلا واستخدمته
، من المزايا الهامة بالطبع هي تعاجل أو تساوي القيمة الشرائية للنقود وللذهب
معاً.
عيوب نظام المسكوكات الذهبية
من العجيب أن تكون بعض المميزات
أحياناً هي ذاتها العيوب من الجهة الأخرى ، فأهم عيوب نظام المسكوكات الذهبية هو
الندرة ، فلم يتوسع إنتاج الذهب أمام توسع إنتاجية السلع والخدمات الأخرى حول
العالم مما أدى إلى ارتفاع الأسعار في هذا المعدن الثمين ، وكذلك أدى التطور
العالمي الحديث إلى نشوء حاجات أخرى كثيرة وطلباً متزايداً على هذا المعدن الثمين
، كاستخدام الذهب في المجالات الطبية والعلاجية والصناعية ، كذلك لجوء البعض إلى
كنزه واحتكاره ، فتطور هذا النظام يعني اتجاهه نحو احتكار الذهب والسيطرة على
السوق وذلك لأن هذا النظام يعني وحدة السوق العالمية.
مزايا نظام المعدن الواحد
يقود نظام المعدن الواحد إلى
استقرار مستويات الأسعار العالمية على الأجل الطويل ، والذي يؤدي إلى اتساع وتطور
التجارة الدولية واتساع حركة التجارة وكذا حرية انتقال رؤوس الأموال بيد البلدان
المختلفة ، وضمنياً يعتبر نظام المعدن الواحد مؤمناً ضد مخاطر
الأزمات الإقتصادية لأن نظام المدفوعات الدولية يضمن كفاءة توزيع الموارد
الاقتصادية ، مما يجعل التأثير خلال الفترات الزمنية القصيرة قليلاً جداً ، كما
يؤدي هذا النظام (نظام المعدن الواحد) دوره دون الحاجة إلى تدخل الحكومات التي
يقتصر دورها فقط على المراقبة والمتابعة والحرص على تطبيق القانون .
عيوب نظام المعدن الواحد
ببساطة شديدة يمكننا القول أن عيوب
نظام المعدن الواحد تكاد ترتبط بالدول المتخلفة أو الأقل تقدماً ، ففي حين يحقق
نظام المعدن الواحد الإستقرار في أسعار الصرف للدول المتقدمة ، لكنه غير ذلك مع
الدول المتخلفة أو التي يظلق عليها من باب التأدب مصطلح الدول النامية ، حيث تعرضت
إلى تقلبات كبيرة ، تعتبر الأخطاء التي يمكن ارتكابها من المسئولون عن إدارة نظام
نقدي مستقل عن الذهب أقل بكثير من الأضرار التي تصيب النشاط الاقتصادي المحلي
الناتجة عن ارتباطه بنظام الذهب الدولي ، وقد أثبتت التطبيقات العملية أن هذا
النظام لا يحقق الإستقرار في الأسعار لأن إنتاج الذهب لا يتمتع بالمرونة التي تجعل
عرضه يتجاوب تلقائياً مع الطلب عليه ،.
*******
مصدر الصور:
فليكر
مفهوم النظام النقدي من خلال خصائصه
ReplyDelete