لعل الكثير منا سمع أو قرأ
مرة عبارة خلق النقود ، وربما هذا الكثير منا لم يفهم معناها ، فما هو موضوع خلق
النقود؟ كيف هو؟ وما المقصود به ؟ وكيف يتم ؟ ولماذا هو ؟ أسئلة كثيرة سنجيب عليها
في هذا الجزء بعون الله. في البداية أود الإشارة إلى أن استخدام مصطلح خلق النقود
هنا من باب مسايرة الواقع لأنه هو المصطلح المستخدم في أدبيات وأبجديات الإقتصاد ،
لكن في الحقيقة أنا أحب استخدام هذا المصطلح وأفضل أن أقول توليد النقود بدلاً من
خلق النقود لأسباب عديدة أهمها أن عملية الخلق تتم من العدم وهذا ما لا يحدث في
توليد النقود ، ثم أن عملية الخلق من العدم هي لله وحده سبحانه وتعالى ، هو الخالق
الواحد الفرد الصمد لا شريك له في الخلق ، الخلائق أو المخلوقات لا تخلق من العدم
. عموماً سأستخدم مصطلح خلق النقود هنا وأنا له كاره ولكني مضطر لأنه موجود في
الأبجديات الإقتصادية هكذا . أجل فما هو موضوع خلق النقود هذا ابتداءً ؟ لدى كثير
من غير المتخصصين خلط كبير في فهم هذا المصطلح (خلق النقود) ، فيظنون أنه هو إصدار
النقود أو طباعتها أو ما شابه وهذا غير صحيح على الإطلاق ، فإصدار النقود الورقية
أمر مختلف عن خلق النقود كما سنرى في هذا الجزء . المقصود بخلق النقود هو توليد
مليون من مليون آخر لدى المصرف ليصبح لديه المليون مليونان معروضان في السوق ، هذا
ببساطة شديدة جداً ، ولكن كيف يتم ذلك؟
من المثال التوضيحي السابق
نجد أن مبلغ المائة يورو تحول إلى 50 + 25 + 12.5 + 6.75 + ..... إلخ وهذا معناه
أن المائة يورو التي تم إيداعها ابتداءً في البنك1 قد تولدت منها مائة يورو أخرى
في صورة تسهيلات ائتمانية وقروض ، فحصلنا في النهاية على مائتي يورو ، وهذا ما
يطلقون عليه خلق النقود ، ولكني أسميه توليد النقود كما قلت من قبل ، أن عملية الخلق
لأي شئ تكون من العدم لم يكن له أصل من قبل ، ولكن كما رأينا في المثال أن المائة
يورو التي تولدت كأجزاء ، قد تولدت عن مائة يورو أساسية هي الإيداع الأول ، ولم
تخلق من العدم . إذن عملية الخلق هنا غير واضحة والأولى أن نقول توليد نقود جديدة
من نقود موجودة في الأساس ، فلو أن العميل س لم يذهب ويودع مبلغ المائة يورو في
البنك1 لما تمكن هذا البنك من توليد الـ 50 يورو التي منحها للعميل ص ، اليس كذلك؟
إذن هي عملية توليد وليست خلقاً (حاشى لله) ، وسوءا أعجب البعض هذا أم لم يعجبه ، فكل
مخلوق أو إنسان حر فيما يعتقد ويؤمن ، أنا شخصياً أعتقد وأؤمن بوجود خالق واحد
لهذا الكون هو الله (سبحانه وتعالى) ، وأسأل الله العلي العظيم أن أظل هكذا وأموت
على هذا الإيمان ولا أتغير ، أو تفتنني الفتن ، أما من يعتقد غير ذلك فهو حر فيما يعتقد
ويؤمن (كل إنسان حر في معتقداته) وحسابه على خالقه.
كما رأينا أن المائة دولار
ودائع يتولد عنها مائة دولار أخرى جديدة وهكذا ، إذن النقود المتولدة تساوي
الودائع لدى البنوك مقسومة على واحد مطروحاً منه نسبة الإحتياطي القانوني ، ويمكن
تمثيل ذلك بالمعادلة التالية:
النقــود = الــودائــع ÷ (1
-
نسبة الاحتياطي القانوني)
وبتطبيق المعادلة على المثال
السابق نجد أن النقود التي تم توليده كما يلي:
100
÷ (1-0,5)
= 200
إجمالي المبالغ المودعة = إجمالي القروض + الوديعة الأولى
*******
مصدر الصور: فليكر
No comments:
Post a Comment