ما هي النقود الورقية ؟ ما كنهها ؟
متى ظهرت النقود الإلكترونية ؟ ما هي أسباب ظهور النقود الإلكترونية ؟ ما هي
استخدامات النقود الإلكترونية ؟
تعتبر النقود الإلكترونية أحد أهم الإبتكارات ونتاج التقدم
التكنولوجي المطرد الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة ، ومع انتشار واتساع
الإنترنت واستخداماتها في شتى بقاع الأرض ، فما هي تلك النقود الإلكترونية ، ما
كنهها ، أشكالها ، طبيعتها ؟
النقود الإلكترونية في بساطة شديدة ، هي نوع من النقود
المخزنة أو المحتفظ بها على وسيلة إلكترونية ، أو بنك إلكتروني يتيح لعملائه تخزين
تلك النقود لديه في حسابات خاصة بهم لاستخدامها في شراء السلع والخدمات من خلال
شبكة الإنترنت أو ربما تجويلها إلى أطراف أخرى في مناطق جغرافية متباعدة. البنك
الإلكتروني هو بنك افتراضي يتواجد فقط على شبكة الإنترنت وليس له فروع مادية يمكن
للعملاء زيارتها ، فعلاقة العملاء بحساباتهم وبنوكهم الإلكترونية تقتصر على
الإنترنت في فتح تلك الحسابات ، الإيداع والسحب واستخدام تلك النقود في عمليات
الشراء ، يتم جميعه عبر شبكة الإنترنت.
البنك المركزي الأوروبي وصف النقود الإلكترونية بأنها (مخزون
إلكتروني لقيمة نقدية على وسيلة تقنية ، يستخدم بصورة شائعة للقيام بمدفوعات
لمتعهدين غير من أصدرها ، دون الحاجة إلى وجود حساب بنكي عند إجراء الصفقة وتستخدم
كأداة محمولة مدفوعة مقدماً) . يرتاح كثيرون إلى هذا التعريف للنقود الإلكترونية ،
كونها قيمة نقدية وكفى ، أي أن هذا النوع من النقود ، هو عبارة عن وحدات نقدية دولار
أو يورو مثلاً . وبناء على هذا التعريف المحدد ، يجب استبعاد بطاقات الإتصال الهاتفي
من هذا النوع من الوقود ، معللين ذلك بأن القيمة المخزونة على بطاقات الإتصال
الهاتفي عبارة عن وحدات إتصال هاتفية وليست قيمة نقدية قادرة على شراء السلع
والخدمات ، وبهذا أيضاً ، فإن جميع البطاقات الأخرى ، كبطاقات الخصم والكوبونات
الغذائية وبطاقات الوقود وخلافه ، تخرج من هذا الجانب ، كذلك كل ما يمكن أن يخزن إلكترونياً على بطاقات ،
فهي جميعها ، لا تعد نقوداً إلكترونية لأن القيمة المسجلة عليها ليست قيمة نقدية ،
بل هي قيمة عينية تعطى حاملها الحق في شراء اتصالات هاتفية ، أو مواد بترولية ، أو
وجبات غذائية ، أو أي شئ آخر وفقاً للقيمة المخزونة على البطاقة.
لكن يوجد فريق آخر يرى أن أية نقود تخزن إلكترونياً سواء
على بنك إلكتروني عبر الإنترنت ، أو سواء خزنت تلك النقود على بطاقات شحن الهاتف ،
أو الكوبونات الغذائية أو البترولية وخلافه ، جميعها يعتبرها هذا الفريق من النقود
الإلكترونية ، لماذا؟ لهذا الرأي وجاهته أيضاً ، فأصحاب هذا الرأي يرون أن جميع
القيم على اختلاف أنواعها وأشكالها مما يمكن تخزينه على بطاقات رقمية أو ما شابه
هو نقود إلكترونية ، كيف ؟ لأن هذا الفريق يعتبر النقود وسيلة للحصول على قيمة ما
، ومهما اختلفت تلك القيمة فهي تظل هي الأساس وليس النقود بحد ذاتها ، إذن القيمة
التي تأتي بها النقود هي الأصل ، وعليه فإن النقود الورقية العادية أو المصرفية أو
تلك البلاستيكية المخزنة بالبطاقات البلاستيكية حين تحويلها إلى نقود إلكترونية
سواء على بنك إلكتروني أو في صورة كوبونات لاستبدالها بأية سلعة أخرى من أي نوع
تعتبر نقوداً إلكترونية في هذا السياق.
تتميز النقود الإلكترونية أو الرقمية بسهولة حملها لدرجة
متناهية ، فيكفي حائز هذه النقود أن يحفظ في كلمات المرور والأرقام السرية لحساباته
بالبنوك الإلكترونية ليدخل من خلالها على حسابه من أي مكان في العالم ، وفي حالة
تحميل تلك النقود على شرائح ممغنطة أو مميكنة ، فحملها أيضاً أيسر كثيراً من
الأنواع الأخرى من النقود ، فهي خفيفة الوزن وصغيرة الحجم لدرجة كبيرة . بيد أن
الأمر لا يخلو من المخاطرة ، بداية من المخاطر والأخطاء البشرية أو التكنولوجية
التي يمكن أن تؤثر على تلك النقود وانتهاء بعمليات القرصنة والإحتيال التي تمارسها
أحياناً عصابات دولية منظمة لسرقة أرصدة الناس من تلك النقود وأحياناً لصوص
منفردين يتجولون على شبكة الإنترنت لاصطياد فرائسهم . هذا بالإضافة إلى الأعطال
التي قد تصيب تلك التكنولوجيا فتسبب مشكلات كثيرة للمستخدمين . تتميز النقود
الإلكترونية بالخصوصية عكس الأمواع الأخرى من النقود التي يتم إصدارها من قبل البنوك
المركزية المختلفة حول العالم ليستخدمها الجميع سواء في ذات بلد الإصدار أو خارجه
كذلك ، لكن النقود الإلكترونية يتم إصدارها عن طريق شركات أو مؤسسات مالية أو ائتمانية
خاصة ولصالح شخص بعينه وفي حسابه الخاص ، ولهذا فإنه يطلق على هذه النقود اسم
النقود الخاصة .
*******
مصدر الصور: فليكر
good
ReplyDelete