سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

Thursday, 30 January 2014

ما هي البطاقات الإتمانية؟

البطاقات جمع بِطاقة ، وهي كلمة عربية فصيحة تعني رُقْعة صغيرة يُثْبَتُ فـيها مِقْدار ما تـجعل فـيه ، إِن كان عيناً فوزْنُه أَو عدده ، وإِن كان متاعاً فقـيمته ، وهذا أصل البطاقات حيث تحمل بيانات خاصة بحاملها ، وما تعريف الائتمان إذن؟
يعتبر معظم المؤرحين أن لفظة إئتمان هي ترجمة لكلمة (Credit) الأعجمية ، حيث لا أصل لها في الثقافة العربية القديمة ، وقد التصقت هذه الكلمة بالبطاقة رغم اختلاف الباحثين حول دقة ترجمة الكلمة الأعجمية (Credit) حيث يرى بعض منهم أن الأوجب قول بطاقات الإقراض وليس الإئتمان ، ولكن يرى البعض أن القرض نتيجة تابعة للائتمان ، إذ الائتمان مأخوذ من الثقة التي يمنحها المصرف لعملائه ، فالائتمان أقرب إلى الدَّين منه إلى القرض ، ومما يؤيد ذلك وجود فروق كثيرة بين الائتمان والقرض ، منها أن المقرض يُعْطى المال مباشرة إلى المقترض بينما في الائتمان الأمر مختلف حيث يعطي المصرف إلى عملائه قدرة على قضاء حوائجهم دون دفع الثمن عاجلاً وذلك ثقةً من المصرف في هؤلاء العملاء وقدرتهم على السداد في وقت لاحق . كذلك مبلغ القرض يتم إثباته وقيده على  ذمة المقترض كاملاً لحظة منحه القرض بينما في الائتمان فلا يثبت في ذمة من تم منحه الإتمان غير الجظء الذي تم صرفه فعلاً .


أنا شخصياً أميل إلى قول بطاقات الإئتمان وليس الإقراض لأنها تعبر عن ائتمان المصرف لعملائه وثقته فيهم ، نعم أن هذه البطاقت تستخدم للشراء بالآجل ، أي أن المصرف قد أقرض العميل حامل البطاقة مبلغ مشترياته كاملاً والتي سيقوم العميل لاحقاً بسدادها إلى المصرف مقسطة أو دفعة واحده ، لكن عند لحظة إصدار المصرف لتلك البطاقة إلى أحد عملائه فهو لم يقرضه في حينها وإنما ائتمنه أو استأمنه على استخدامها لاحقاً في الإقتراض من المصرف ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، مصطلح الإئتمان أقرب إلى الكلمة الإنجليزية (Credit) من مصطلح إقراض الذي يقابله في الإنجليزية (Loan) ، هذا رأيي.

يوجد العديد من التعريفات للبطاقات الإئتمانية ، ولكن في بساطة يمكنني القول أن البطاقة الإئتمانية هي عبارة عن أداة دفع وسحب نقدي ، أو لنقل هي مستند تعطيه الجهة المصدرة لعملائها بناء على عقد بين هذه الجهة المصدرة والعملاء ، وذلك بهدف تمكين العملاء من شراء ما يريدون من سلع وخدمات ، أو سحب مبالغ نقدية من ماكينات السحب (ATM) ، عند قيام حاملها باستخدامها للشراء ، يحصل التاجر ثمن بضاعته بشكل فوري من الجهة المصدرة للبطاقة ، بينما يقوم العميل حامل البطاقة بالدفع لاحقاً للجهة المصدرة للبطاقة على أقساط دورية . هذا التعريف يعتبر أقرب ما يكون للتعريف الصادر عن مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته السابعة . تجدر الإشارة هنا إلى أن البطاقات الإئتمانية الصادرة من البنوك التقليدية (الربوية) تحصل فوائد ربوية من العملاء حاملي تلك البطاقات على المبالغ المستخدمة في حين أن البنوك الإسلامية لا تقوم بحساب أية فوائد شهرية على العملاء الحاملين لتلك البطاقات وتكتفي بتحصيل رسوم إصدار سنوية فقط .
هناك نوعان من بطاقات الائتمانية ، أولهما هو النوع المحدود ، والذي يتميز بأن سداد الدين المتراكم (نتيجة استخدام البطاقة في الشراء أو السحب النقدي) يتم دفعة واحدة ، في موعد محدد ، كل شهر مثلاً ، وهذا النوع المحدود كان أول نوع من بطاقات الإئتمان يتم استخدامه في المصارف الإسلامية ، ولكن الآن تطورت الأمور وصارت المصارف الإسلامية تعطي فترات سماح أكبر للعملاء . أما النوع الثاني من بطاقات الإئتمان فهو النوع المفتوح ، ويعتبر أكثر انتشاراً من النوع الأول ، وفيه لا تلزم الجهة المصدرة للبطاقة عملائها بالسداد دفعة واحدة ولكن يتم السداد على أقساط تكون عادة نسبة مئوية من المبالغ المستخدمة ، لنفرض مثلاً أن لديك هذه البطاقة واستخدمتها في السحب والشراء بمبلغ عشرة آلاف جنيه ، فإن الجهة المصدرة تحصل منك شهرياً نسبة قليلة من تلك المديونية 5% مثلاً ، هنا أنت مطالب بتسديد 500 جنيه وليس كل العشرة آلاف كما في النوع الأول المحدود ، (هذا مثال توضيحي ، لا تنتبه إلى الأرقام كثيراً لأن المبالغ المحصلة شهرياً تعتمد على الإئتمان المدار) .
لمزيد من فهم موضوع البطاقات الإئتمانية وطريقة عملها يلزمنا معرفة طريقة إصدار البطاقات ومن يصدرها ولمصلحة من يصدرها وكيف يتم الإصدار ، ثم نتتبع إحدى العمليات سواء كانت شراء بضاعة أو سحب آلي من ماكينات الصرف الآلي (ATM) . أطراف البطاقات الإئتمانية هي كما يلي:
أولاً : حامل البطاقة (العميل) الذي يحمل البطاقة ، وهو شخص عادي أو اعتباري توافرت فيه شروط الحصول عليها فحصل عليها من المصرف الذي يتعامل معه أو ربما جهة مالية أخرى غير المصرف ولكن لديها حق إصدار تلك البطاقات .
ثانياً : الجهة المصدرة سواء كان بنك أو مؤسسة مالية أخرى لديها الحق في إصدار بطاقات الإئتمان هذه .
ثالثاً : التاجر صاحب البضاعة الذي يقبل بيع بضاعته عن طريق تلك البطاقات ولديه ماكينة من البنك الذي يتعامل معه تمكنه من الحصول على ثمن مبيعاته ، هنا أيضاً يمكننا إضافة شبكات الصراف الآلي ، وذلك إذا ما تم استخدام البطاقة للسحب النقدي .
رابعاً : البنك المحصل لمبالغ المشتريات وهو هنا بنك التاجر الذي يحصل لصالحه فواتير البيع بواسطة الماكينة التي أعطاها للتاجر كي يحصل أثمان مبيعاته عن طريقها .
خامساً : المنظمات العالمية ، وهي منظمات دولية تتولى إصدار تلك البطاقات وفق اتفاقيات محددة فيما بين البنوك حول العالم ، فمثلاً لو قمت بإصدار البطاقة من بنك باركليز في لندن وسافرت إلى الصين واشتريت بها بضاعة من هناك ، فالتاجر الصيني يحصل أمواله من البنك الصيني الذي يتعامل معه ، والبنك الصيني يحصل أمواله من بنك باركليز عبر تلك المنظمات والهيئات الدولية التي تضمن كافة الأطراف . من أشهر تلك المنظمات الدولية ، هي فيزا " Visa Inc." ، ماستر كارد " MasterCard" ، أميريكان إكسبريس " American Express" ، داينرز إنترناشيونال كلوب " Diners Club International" ، جابان كريديت بوريو " Japan Credit Bureau" ، ديسكوفر كارد " Discover Card" ، وغيرها من الشركات .
 
بطاقات الصراف الآلي:
يلاحظ أن حديثنا السابق كله تركز على البطاقات الإئتمانية (Credit Cards) ولم نأت على ذكر النوع الآخر (Debit Cards) والتي لا يمكن لحاملها استخدامها إذا لم يكن بها رصيد كافي في الحساب الصادرة عنه ، وهي تصدر لصاحب الحساب الجاري أو حسابات الإدخار بأحد المصارف ، وفي هذا النوع الأخير تكون البطاقة مرتبطة بالحساب المصرفي لحاملها ، أي أنه يستخدمها بهدف السحب من حسابه عن طريق ماكينات السحب الآلي (ATM) المحلية أو الدولية (أحياناً بحسب نوع البطاقة) أو الشراء من المواقع الإلكترونية أو المحال التجارية المرتبطة بالشبكة المحلية للدولة فقط ولا يمكن لهذا النوع من البطاقات الشراء من المواقع الإلمترونية العالمية الأخرى بخلاف بطاقات الإئتمان (Credit Cards) ، عادة تصدر هذا النوع من البطاقات المصارف للتيسير على عملائها في السحب من أرصدتهم أو استخدامها في الشراء من نقاط البيع (POS أو P.O.S.) . تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا النوع من البطاقات المرتبطة بالحساب كان عبارة عن نوعين أحدهما محلي يستخدم داخل الدولة فقط سواء بالسحب من ماكينات السحب (ATM) أو الشراء من نقاط البيع ولا يمكن لحاملها استخدامها دولياً بسبب إرتباطها بالشبكة المحلية للدولة فقط ، في حين أنه يوجد نوع آخر من هذه البطاقات يمكن استخدامه دوليا ، ومنه ما يسمى بطاقة فيزا إلكترون (بدعم من فيزا) أو بطاقة مايسترو (بدعم من ماستر كارد) وهذا النوع يستخدم محلياً ودولياً . بيد أن الأمور تطورت سريعاً وأصبحت جميع هذه البطاقات تقريباً يمكن استخدامها دولياً بشرط وجود هذا الدعم من المنطمات الدولية المذكورة ليتمكن حاملها من استخدامها خارج نطاق الدولة الموجود بها المصرف المصدر لها ، وعادة يكون شعار أحد هذه المنظمات مطبوعاً بشكل واضح على هذه البطاقة .

البطاقات المدفوعة مقدما
هو نوع من بطاقات الفيزا المفوع مقدماً (Pre-Paid Cards) والذي يتشابه تماماً مع بطاقة الفيزا العادية إلا في أمر واحد فقط وهو أن هذا النوع من البطاقات لا يتيح لحامل البطاقة السحب أو الشراء بها إلا إذا كان قد أودع في حساب هذه البطاقة رصيداً كافياً لما يريد القيام به من عمليات شراء أو سحب . يعتبر هذا النوع من البطاقات أحد الأنواع الهامة التي تمكن أصحابها من التمتع بجميع مميزات بطاقات الإئتمان عدا أمر واحد فقط ضرورة وجود رصيد كافي بحسابها كي يمكن استخدامها بخلاف البطاقات الإئتمانية الأخرى التي تتيح لحاملها الشراء أو السحب بدون إيداع مسبق في حساب البطاقة . قامت المصارف مؤخراً بإصدار العديد من الأنواع فمنها ما يستخدم للشراء عبر الإنترنت أو ذلك النوع الذي يعطى للموظفين لصرف رواتبهم من خلالها حيث يقوم رب العمل بشحن هذه البطاقة شهرياً أو الإيداع بحسابها مبلغاً محدداً هو الراتب الشهري للموظف ، ومنها ما تطلق عليه المصارف بطاقة مصروف البيت وفيها يقوم رب الأسرة بالإيداع في حساب البطاقة مصروف الشهر ، ومنها بطاقات تعطى للأبناء حيث يقوم الأب بإيداع مبلغ شهري كمصروف لإبنه ، وهكذا أنواع كثيرة تتشابه جميعها من حيث المضمون والإختلافات هذه مجرد تسميات تجارية فقط بأهداف تسويقية بحتة .
*******
مصدر الصور: فليكر














 

No comments:

Post a Comment