خصائص النظام النقدي (نظام السبائك الذهبية)

نظام السبائك الذهبية

تزايدت حاجات أفراد المجتمعات حول العالم وتطورت وأدت إلى زيادة الطلب على النقود في صورة مسكوكات ذهبية ، مما دفع بالبنوك إلى إصدار نقود بغطاء نسبي غير كامل آنذاك ، 50% مثلاً ثم أقل من ذلك ثم لا شئ من ذلك لاحقاً. مرت الأيام وتطورت المجتمعات ومع قدوم الحرب العالمية الأولى ارتفعت نفقات شراء الأسلحة إلى حد كبير ، وتضاعفت إلتزامات تمويل الحرب مما دفع كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا إلى عقد مؤتمر جونوا الشهير في مدينة (جونوا) ، وتوصلوا إلى عدة نتائج من أهمها إلغاء نظام المسكوكات الذهبية وتبني نظام السبائك الذهبية بداية من العام 1925م ، ومصاحبة ذلكك بوضع شروط محكمة لعمليات سك وصهر العملات ، وكذلك وضع شروط ملزمة على عمليات تحويل النقود الورقية القانونية إلى ذهب.

أوجه الإختلاف بين نظام السبائك ونظام المسكوكات

لعل البعض لا يتمكن من التفريق بين نظام المسكوكات ونظام السبائك لما يشوبهما من تقارب كبير كونهما جميعاً من المعدن الثمين أو لنقل الذهب ، والناس معذورة في ذلك بل لديها كل العذر لأن المسألة متقاربة إلى حد بعيد من الناحية الشكلية أو حتى من ناحية القيمة فكلها في النهاية توزن بميزان واحد يخضع لقوانين نيوتن في الجاذبية وليس لأي مبدأ اقتصادي آخر. في ظل السبائك لم يعد هناك تداول للمسكوكات الذهبية ، بل تم سحبها من التداول واستمرت السلطات النقدية  في شراء كل ما يعرض عليها من سبائك الذهب بسعر ثابت حتى تحول دون ارتفاع القيمة النقدية للذهب عن قيمته السوقية ، ولعل هذا الأمر هو ما تسبب في الخلط لدى الناس بين نظامي السبائك والمسكوكات .

احتفظت البنوك المركزية بالذهب في خزائنها وتدفع للبائعين قيمة مشترياتهم منه عن طريق إصدار نقود ورقية أو بفتح حسابات جارية لهم حسب رغباتهم ، ولم تعد هناك حرية كاملة لتحويل أنواع النقود الأخرى المتداولة إلى ذهب بل قيدت هذه الحرية ووضع لها شروط كثيرة . إن تطبيق هذا النظام كان مفيداً لأنه ساعد على تركيز الإحتياطي الذهبي في أيدي البنوك المركزية والحكومات مما أتاح فرصة لإدخال نوع من الإدارة النقدية في ظل هذا النظام إلى جانب ممارسة قدر من الرقابة على حركات الذهب في آن واحد.

*******

مصدر الصور: فليكر